كتاب: فيض القدير شرح الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير **

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: فيض القدير شرح الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير **


قال بعض العارفين‏:‏ احذر من التلذذ بالماء البارد زمن الحر فتسبغ الوضوء لا لتذاذك به فتتخيل أنك ممن أسبغه عبادة وأنت ما أسبغته إلا لتلذذك به لما أعطاه الحال والزمن من شدة الحر، فإذا أسبغته في شدة البرد وصار لك عادة فاستصحب تلك النية في الحر‏.‏

- ‏(‏ع ك هب على‏)‏ أمير المؤمنين قال الحاكم على شرطهما وأقره الذهبي‏.‏ وقال الزين العراقي في شرح الترمذي بعد ما عزاه لأبي يعلى رواته ثقات، وقال المنذري بغير عزوه لأبي يعلى والبزاز إسناده صحيح، وقال الهيتمي رجال أبي يعلى رجال الصحيح، وأقول فيه من طريق البيهقي عبد الرحمن بن الحرث بن عبد الله بن عياش ابن أبي ربيعة قال أحمد متروك الحديث، وقال أبو حاتم رحمه الله يتشيع‏.‏

966 - ‏(‏إسباغ الوضوء‏)‏ أي إكماله بإيصال الماء فوق الغرة إلى تحت الحنك طولاً، ومن الأذن إلى الأذن عرضاً مع المبالغة في الاستنشاق والمضمضة وإيصال الماء إلى فوق المرفق والكعب مع كل من أصابع اليدين والرجلين والدلك والتثليث‏.‏ ذكره الطيبي ثم قال‏:‏ فتأمل في بلاغة هذا اللفظ الموجز ‏(‏شطر الإيمان‏)‏ يعني جزؤه واستعمال الشطر في مطلق الجزء تجوز أخف من إخراج الوضوء والإيمان عن معناهما الشرعي الذي عليه الأكثر، ولا ينافيه رواية أحمد‏:‏ الطهور نصف الإيمان، لأن النصف قد يطلق ويراد به أحد قسمي الشيء على وزن إذا مت كان الناس نصفين‏.‏ نعم مما يقرب إرادته هنا قول ابن الأثير‏:‏ الإيمان يطهر خبث الباطن والوصف يطهر الظاهر فكان نصفاً، وترجيح النووي أن المراد بالإيمان الصلاة ‏{‏وما كان الله ليضيع إيمانكم‏}‏ أطيل في رده‏.‏ قال مغلطاي‏:‏ والحديث حجة على من يرى أن الوضوء لا يفتقر إلى نية ‏(‏والحمد لله‏)‏ أي هذا اللفظ وحده أو هذه الكلمة وحدها خلافاً لزاعم أن المراد الفاتحة ‏(‏تملأ‏)‏ بفوقية‏:‏ أي هذه الكلمة، وقيل تطلق على الجمل المفيدة، أو بتحتية‏:‏ أي هذا اللفظ‏.‏ كذا ذكره بعضهم‏.‏

لكن قال النووي ضبطناه بالفوقية، وظاهره أنه الرواية ‏(‏الميزان‏)‏ أي ثواب النطق بذلك مع الإذعان لمدلوله يملأ كفة الحسنات التي هي كطباق السماوات بل أوسع وذلك لاشتمال الحمد على التفويض والافتقار إليه تعالى، وفيه إثبات الميزان ذي كفتين ولسان ووزن الأعمال فيها بعد أن تجسم أو توزن الصحائف، قيل ولكل إنسان ميزان، والأصح الاتحاد ‏(‏والتسبيح‏)‏ أي تنزيه الله عما لا يليق به بنحو سبحان الله ‏(‏والتكبير‏)‏ أي تعظيم الله بنحو الله أكبر ‏(‏تملأ‏)‏ بالفوقية أو بالتحتية على ما تقرر ‏(‏السماوات‏)‏ السبع ‏(‏والأرضين‏)‏ لو قدر ثوابها جسماً، لأن العبد إذا سبح وكبر امتلأ ميزانه من الحسنات، والميزان أوسع من السماوات والأرض، فما يملؤه أكثر مما يملؤها‏:‏ ويظهر أن المراد بذلك التعظيم ومزيد التكثير لا التحديد بدليل قوله في رواية مسلم الآتية بدل ما هنا يملأ ما بين السماء والأرض ‏(‏والصلاة‏)‏ الجامعة لمصححاتها ومكملاتها ‏(‏نور‏)‏ أي ذات نور أو منورة‏:‏ إذ هي سبب ‏[‏ص 485‏]‏ لإشراق نور المعارف ومكاشفات الحقائق مانعة من المعاصي ناهية عن الفحشاء والمنكر هادية للصواب، أو ذاتها نور مبالغة في التشبيه ‏(‏والزكاة‏)‏ كذا هو بخط المؤلف‏.‏ ولفظ رواية مسلم الآتية‏:‏ الصدقة بدل الزكاة‏:‏ أي الصدقة المفروضة بدليل هذه الرواية، ولأن الصدقة إذا أطلقت في التنزيل مقترنة بالصلاة فالمراد بها الزكاة، لكن يؤخذ من تعليلهم الآتي ذكرها للتصوير لا للتقيد ‏(‏برهان‏)‏ حجة ودليل قوي إلى إيمان المتصدق وحبه لربه ورغبته في ثوابه فإن النقس مجبولة على حب المال، والشيطان يعد الإنسان الفقر ويزين له الشح والنفس تساعده، فمخالفة النفس والشيطان من أقوى البراهين على حب الرحمن ‏{‏ويطعمون الطعام على حبه‏}‏ وهنا تكلفات يمجها السمع فاحذرها ‏(‏والصبر‏)‏ أي حبس النفس على مشاق الطاعة والنوائب والمكاره ‏(‏ضياء‏)‏ أي لا يزال صاحبه مستضيئاً بنور الحق على سلوك سبيل الهداية والتوفيق ليتحلى بضياء المعارف والتحقيق فيظفر بمطوبه ويفوز بمرغوبه‏.‏ وخص الصلاة بالنور، والصبر بالضياء‏:‏ مع أن الضياء أعظم بشهادة ‏{‏هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نوراً‏}‏ لأن الصبر أس جميع الأعمال، ولولاه لم تكن صلاة ولا غيرها، ولأن الضوء فيه إحراق، والنور محض إشراق، والصبر شاق مر المذاق ‏(‏والقرآن‏)‏ أي اللفظ المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم للإعجاز بأقصر سورة منه ‏(‏حجة لك‏)‏ في تلك المواقف التي تسأل فيها عنه كالقبر والميزان وعقبات الصراط إن عملت بما فيه من امتثال المأمور وتجنب المنهي ‏(‏أو عليك‏)‏ في تلك المواطن إن لم تعمل به، وزعم أن المراد لك أو عليك في المباحث الشرعية والقضايا الحكمية مما يمجه السمع، ولما كان هذا مظنة سؤال سائل يقول قد تبين من هذا التقدير الرشد من الغي فما في حال الناس بعد ذلك حتم لذلك بجملة استئنافية فقال ‏(‏كل الناس يغدو‏)‏ أي كل منهم يبكر ساعياً في تحصيل أغراضه ‏(‏فبائع نفسه‏)‏ من ربها ببذلها فيما يرضاه ‏(‏فمعتقها‏)‏ من أليم العذاب ‏{‏ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله‏}‏ ‏(‏أو‏)‏ بائع نفسه من الشيطان بذلها فيما يؤذيها فهو ‏(‏موبقها‏)‏ أي مهلكها بسبب ما أوقعها فيه من استحقاق العذاب وكشف الحجاب والإبعاد عن حضرات رب الأرباب، والفاء في فبائع نفسه تفصيلية وفي فمعتقها سببة ‏(‏واعلم‏)‏ أن جميع ما مر تقريره هو حاضر ما ذكره النووي ثم القاضي‏.‏ وقال الطيبي بعد إيراده‏:‏ ولعل المعنى بالإيمان هنا شعبته كما في حديث الإيمان بضع وسبعون شعبة والطهور والحمد وسبحان الله والصلاة والصدقة والصبر والقرآن أعظم شعبها التي تخص وتخصيصها ليان فائدتها وفخامة شأنها، فبدأ بالطهور وجعله شطر الإيمان أي شعبة منه، وتقريره بوجوه‏:‏ أحدها أن طهارة الظاهر أمارة لطهارة الباطن، إذ الظاهر عنوانه فكما أن طهارة الظاهر ترفع الخبث والحدث فكذا طهارة الباطن في التوبة تفتح باب السلوك للسائرين إليه تعالى، ولهذا جمعها في قوله ‏{‏إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين‏}‏ الثاني أنه اشتهر أن من أراد الوفود إلى العظماء يتحرى تطهير ظاهره من الدنس ولبس الثياب النقية الفاخرة فوافد مالك الملوك ذو العزة والجبروت أولى‏.‏ قال‏:‏ وخص الصلاة بالنور والصبر بالضياء، لأن فرط الانارة والصبر تثبت عليه أركان الإسلام، وبه أحكمت قواعد الإيمان وختم تلك الشعب بقوله والقرآن حجة لك أو عليك وسلك به مسلكاً غير مسلكها دلالة على كونه سلطاناً قاهراً وحاكماً فيصلاً، يفرق بين الحق والباطل حجة الله في الخلق به السعادة والشقاوة، وهذا الحديث أصل من أصول الإسلام لاشتماله على مهمات قواعد الدين فكن له من المتدبرين‏.‏

- ‏(‏حم ن ه حب عن أبي مالك الأشعري‏)‏ الحارث أبو عبيد أو عمرو أو كعب وخرجه مسلم بلفظ‏:‏ الطهور شطر الإيمان إلخ‏.‏

967 - ‏(‏استاكوا وتنظفوا‏)‏ أي نقوا أبدانكم وملابسكم من الوسخ والدنس الحسي والمعنوي ‏(‏وأوتروا‏)‏ أي افعلوا ذلك وتراً‏:‏ ثلاثاً أو خمساً أو غير ذلك ‏(‏فإن الله عز وجل وتر‏)‏ أي فرد ليس من جهة العدد، ولكن من حيث إنه فرد ليس ‏[‏ص 486‏]‏ مزدوج بشيء كما أنه واحد ليس من جهة العدد ولكن من جهة أنه ‏{‏ليس كمثله شيء‏}‏ ‏(‏يحب الوتر‏)‏ أي يرضاه ويقبله ويثبت عليه، قال القاضي‏:‏ الوتر نقيض الشفع وهو ما لا ينقسم بمتساويين، وقد يتجوز به لما لا نظير له كالفرد، ويصح إطلاقه على الله بالمعنيين فإن مالا ينقسم لا ينقسم بمتساويين، وفيه أن السواك سنة‏.‏ قال أبو شامة‏:‏ فإذا ثبت أنه سنة فهو سبب من أسباب النظافة، فمتى احتيج إليه فعل سواء قل السبب المقتضي له أو كثر، فهو كغسل الثوب والإناء والأعضاء للنظافة في غير العبادة، وقد كان السواك من أخلاق العرب وشمائلها قبل الإسلام على ما نطقت به أشعارهم، ثم جاء الإسلام بتأكيد طلبه ومزيد تأكيده في مواضع مبينة في الفروع‏.‏

- ‏(‏ش طس عن سليمان بن صرد‏)‏ بمهملة مضمومة وفتح الراء وبالمهملة‏:‏ أي مطرف الخزاعي الكوفي، له صحبة ورواية، نزل الكوفة وهو أول من نزل من المسلمين بها، وكان زاهداً متعبداً ذا قدر وشرف في قومه، خرج أميراً في أربعة آلاف يطلبون دم الحسين فقتل قال الهيتمي فيه إسماعيل بن عمرو البجلي ضعفه أبو حاتم والدارقطني وابن عدي ووثقه ابن حبان اهـ‏.‏ وبه يعرف ما في رمز المصنف لحسنه إلا أن يراد أنه حسن لغيره‏.‏

968 - ‏(‏استتروا في‏)‏ جميع ‏(‏صلاتكم‏)‏ أي صلوا إلى سترة ندباً لجدار أو عمود أو سجادة، فإن فقد ذلك كفى الستر بغيره ‏(‏ولو‏)‏ كان ‏(‏بسهم‏)‏ أو عصى مغروزة‏.‏ ويشترط كون الساتر ارتفاعه ثلثي ذراع فأكثر وبينه وبين قدم المصلي ثلاثة أذرع فأقل بذراع الآدمي كما مر، وإن صلى إلى سترة كذلك حرم المرور بين يديه كما يأتي، وعبر بفي دون اللام إشارة إلى طلب الستر في جميع الصلاة‏.‏

- ‏(‏حم ك هق عن الربيع‏)‏ ضد الخريف ‏(‏ابن سبرة‏)‏ بفتح المهملة وسكون الموحدة وبالراء ابن معبد بفتح الميم وسكون المهملة وبالموحدة الجهني، قال الحاكم على شرط مسلم وأقره الذهبي، لكن سبرة صحابي والربيع تابعي، فالحديث مرسل إن لم يكن صرح بأبيه‏.‏

969 - ‏(‏استتمام المعروف‏)‏ أي تمام فعله‏:‏ والسين للتأكيد والمبالغة كاستحجر الطين والمعروف ما عرفه الشرع بالحسن ‏(‏أفضل‏)‏ في رواية خير ‏(‏من ابتدائه‏)‏ بدون استتمام، لأن ابتداءه نافلة وتمامه فريضة، كذا قرره ابن قتيبة، ولعل مراده أنه بعد الشروع متأكد بحيث يقرب من الوجوب، ومن تمامه أن لا يخلف الميعاد ولا يمطل ولا يسوف ولا يتبعه بمن ولا أذى‏.‏

- ‏(‏طس‏)‏ وكذا في الصغير عن جابر بن عبد الله قال الهيتمي‏:‏ فيه عبد الرحمن بن قيس الضبي متروك اهـ‏.‏ ومن ثم رمز المصنف لضعفه‏.‏

970 - ‏(‏استحلوا فروج النساء بأطيب أموالكم‏)‏ أي استمتعوا بها حلالاً بأن يكون بعقد شرعي على صداق شرعي واجعلوا ذلك الصداق من مال حلال لا شبهة فيه بقدر الإمكان فإن ذلك يبعث على دوام العشرة وله في صلاح النسل أثر بين وهو جمع فرج وأصله كل فرجة بين شيئين، وأطلق على القبل والدبر لأن كل واحد منفرج إلى منفتح وأكثر استعماله في العرف في القبل‏.‏

- ‏(‏د في مراسيله عن يحيى بن يعمر‏)‏ بفتح التحتية والميم بينهما مهملة البصري تزيل مرو، وقاضيها، قال في الكاشف‏:‏ ثقة مقرىء مفوه، وفي التقريب ثقة فصيح ‏(‏مرسلاً‏)‏ أرسل عن عائشة وغيرها‏.‏

971 - ‏(‏استحي من الله‏)‏ أمر بإجلال الله وتعظيمه في ذلك وتنبيه على عجز الإنسان وتقصيره ‏(‏استحياءك‏)‏ أي مثل ‏[‏ص 487‏]‏ استحيائك ‏(‏من رجلين‏)‏ جليلين كاملين في الرجولية ‏(‏من صالحي عشيرتك‏)‏ أي احذر من أن يراك حيث نهاك ويفقدك حيث أمرك كما تستحي أن تفعل ما تعاب به بحضرة جمع من قومك، فذكر الرجلين لأنهما أقل الجمع، والإنسان يستحي من فعل القبيح بحضرة الجماعة أكثر، وخص عشيرته أي قبيلته لأن الحياء من المعارف أعظم، وهذا مثل به تقريباً للأفهام والمقصود أن حق الحياء منه أن لا يذكر العبد معه غيره ولا يثني على أحد سواه ولا يشكو إلا إليه ويكون أبداً بين يديه ماثلاً وبالحق له قائماً وقائلاً وله معظماً، وهو في نظره إليه مشفق وفي إقباله عليه مطرق إجلالاً وحياء لأنه يعلم سره ونجواه وهو أقرب إليه من حبل الوريد‏.‏ قال في الكشاف كغيره‏:‏ والحياء تغيير وانكسار لخوف ما يعاب به‏.‏

قال في الكشف‏:‏ ولم يرد به التعريف فقد يكون الاحتشام ممن يستحى منه، بل هو أكثر في النفوس الطاهرة، لكنه لما كان أمراً وجدانياً غنياً عن التعريف من حيث المهنة محتاجاً إلى التنبيه لدفع ما عسى أن يعرض له من الالتباس بغيره من الوجدانيات‏:‏ نبه عليه بأن الأمر الذي يوجد في تلك الحالة وأمثالها، وكذا الحكم في تعريف سائر الوجدانيات كعلم وإدراك وغيرهما‏.‏ قال القرطبي‏:‏ وقد كان المصطفى صلى الله عليه وسلم يأحذ نفسه بالحياء ويأمر به ويحث عليه، ومع ذلك فلا يمنعه الحياء من حق يقوله أو أمر ديني يفعله تمسكاً بقوله في الحديث الآتي‏:‏ إن الله لا يستحيي من الحق، وهذا هو نهاية الحياء وكماله وحسنه واعتداله، فإن من فرط عليه الحياء حتى منعه من الحق فقد ترك الحياء من الخالق واستحيى من الخلق ومن كان هكذا حرم منافع الحياء واتصف بالنفاق والرياء‏.‏ والحياء من الله هو الأصل والأساس، فإن الله أحق أن يستحيى منه‏.‏ فليحفظ هذا الأصل فإنه نافع‏.‏

- ‏(‏عد عن أبي أمامة‏)‏ الباهلي وإسناده ضعيف‏.‏

972 - ‏(‏استحيوا من الله‏)‏ بترك القبائح والسيئات وفعل المحاسن والخيرات ‏(‏حق الحياء‏)‏ أي حياء ثابتاً لازماً‏.‏ بحسب ما يجب وقدر ما يجب في الوقت الذي يجب، ثم علله بما يفيده تفاوت الناس في الأخلاق الفضلة من الحياء وغيره ‏(‏فإن الله‏)‏ إلى آخره فكأنه يقول‏:‏ استحيوا من الله جهدكم فإنكم إذا استقرغتم وسعكم في التلبس بالحياء منه لا يكلفكم إلا ذلك فإنه تعالى ‏(‏قسم بينكم أخلاقكم‏)‏ قبل أن يخلق الخلق بزمن طويل ‏(‏كما قسم بينكم ارزاقكم‏)‏ أي قدر أخلاقاً لخلقه فيما يتخلفون فيها يتخلفون كل على حسب ما قدر له كما قدر الأرزاق فأعطى كلاً من عباده ما يليق به في الحكمة‏.‏ وكما قدر فيهم رحمة واحدة فقسمها بينهم على التفاوت فيها يتراحمون‏.‏

- ‏(‏تخ عن ابن مسعود‏)‏ رمز المصنف لحسنه ورواه أحمد في حديث طويل من حديث ابن مسعود أيضاً قال الهيتمي ورجاله وثقوا وفيهم ضعف‏.‏

973 - ‏(‏استحيوا من الله حق الحياء‏)‏ بترك الشهوات والنهمات وتحمل المكاره على النفس حتى تصير مدبوغة فعندها تطهر الأخلاق وتشرق أنوار الأسماء في صدر العبد ويقرر علمه فيعيش غنياً بالله ما عاش‏.‏

قال البيضاوي‏:‏ ليس حق الحياء من الله ما تحسبونه، بل أن يحفظ نفسه بجميع جوارحه عما لا يرضاه من فعل وقول‏.‏ وقال سفيان بن عيينة‏:‏ الحياء أخف التقوى ولا يخاف العبد حتى يستحي، وهل دخل أهل التقوى في التقوى إلا من الحياء‏؟‏ ‏(‏من استحيى من الله حق الحياء فليحفظ الرأس‏)‏ أي رأسه ‏(‏وما وعى‏)‏ ما جمعه من الحواس الظاهرة والباطنة حتى لا يستعملها إلا ‏[‏ص 488‏]‏ فيما يحل ‏(‏وليحفظ البطن وما حوى‏)‏ أي وما جمعه باتصاله من القلب والفرج واليدين والرجلين، فإن هذه الأعضاء متصلة بالجوف فلا يستعمل منها شيئاً في معصية الله فإن الله ناظر في الأحوال كلها إلى العبد لا يوازيه شيء وعبر في الأول بوعي وفي الثاني يحوي للتفنن‏.‏

قال الطيبي‏:‏ جعل الرأس وعاء وظرفاً لكل مالا ينبغي من رزائل الأخلاق كالفم والعين والأذن وما يتصل بها وأمر أن يصونها كأنه قيل كف عنك لسانك فلا تنطق به إلا خيراً‏.‏ ولعمري أنه شطر الإنسان قال الشاعر‏:‏

لسان الفتى نصف ونصف فؤاده * فلم يبق إلا صورة اللحم والدم

ولهذا سيجيء في خبر من صمت نجا‏.‏ ولم يصرح بذكر اللسان ليشمل ما يتعلق بالفم من أكل الحرام والشبهات، وكأنه قيل‏:‏ وسد سمعك أيضاً عن الإصغاء إلى ما لا يعنيك من الأباطيل والشواغل واغضض عينك عن المحرمات والشبهات ولا تمدن عينيك إلى ما تمتع به الكفار كيف لا وهو رائد القلب الذي هو سلطان الجسد ومضغة إن صلحت صلح الجسد كله وإن فسدت فسد الجسد كله‏؟‏ وهنا نكتة وهي عطف ما وعى على الرأس، فحفظ الرأس مجملاً عبارة عن التنزه عن الشرك، فلا يضع رأسه لغير الله ساجداً ولا يرفعه تكبراً على عبادة الله، وجعل البطن قطباً يدور على سرية الأعضاء من القلب والفرج واليدين والرجلين‏.‏ وفي عطف وما حوى على البطن إشارة إلى حفظه من الحرام والاحتراز من أن يملأ من المباح، وقد تضمن ذلك كله قوله ‏(‏وليذكر الموت والبلى‏)‏ لأن من ذكر أن عظامه تصير بالية وأعضاؤه متمزقة هان عليه ما فاته من اللذات العاجلة، وأهمه ما يلزمه من طلب الآجلة، وعمل على إجلال الله وتعظيمه، وهذا معنى قوله ‏(‏ومن أراد الآخرة‏)‏ أي الفوز بنعيمها ‏(‏ترك زينة الدنيا‏)‏ لأن الآخرة خلقت لحظوظ الأرواح وقرة عين الإنسان، والدنيا خلقت لمرافق النفوس، وهما ضرتان‏:‏ إذا أرضيت إحداهما أغضبت الأخرى، فمن أراد الآخرة وتشبث بالدنيا كان كمن أراد أن يدخل دار ملك دعاه لضيافته وعلى عاتقه جيفة والملك بينه وبين الدار، عليه طريقه وبين يديه ممره وسلوكه، فكيف يكون حياؤه منه‏؟‏ فكذا مريد الآخرة مع تمسكه بالدنيا، فإذا كان هذا حال من أراد الآخرة فكيف بمن أراد من ليس كمثله شيء‏؟‏ فمن أراد الله فليرفض جميع ما سواه استحياء منه بحيث لا يرى إلا إياه ‏(‏فمن فعل ذلك فقد استحيى من الله حق الحياء‏)‏ قال الطيبي‏:‏ المشار إليه بقوله ذلك جميع ما مر، فمن أهمل من ذلك شيئاً لم يخرج من عهدة الاستحياء وظهر من هذا أن جبلة الإنسان وخلقته من رأسه إلى قدمه ظاهره وباطنه معدن العيب ومكان المخازي، وأنه تعالى هو العالم بها‏.‏

فحق الحياء أن يستحيى منه ويصونها عما يعاب فيها‏.‏ وأصل ذلك ورأسه ترك المرء ما لا يعنيه في الإسلام وشغله بما يعينه عليه، فمن فعل ذلك أورثه الاستحياء من الله‏.‏ والحياء مراتب‏:‏ أعلاها الاستحياء من الله تعالى ظاهراً وباطناً، وهو مقام المراقبة الموصل إلى مقام المشاهدة‏.‏ قال في المجموع عن الشيخ أبي حامد‏:‏ يستحب لكل أحد صحيح أو مريض الإكثار من ذكر هذا الحديث بحيث يصير نصب عينيه، والمريض أولى‏.‏

- ‏(‏حم ت ك هب عن ابن مسعود‏)‏ قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم لأصحابه، استحيوا من الله، قالوا إنا نستحي من الله يا نبي الله والحمد لله، قال ليس كذلك ولكن من استحيى من الله حق الحياء فليحفظ إلخ‏.‏ صححه المؤلف اغتراراً بتصحيح الحاكم وتقرير الذهبي له في التصحيح وليس هو منه بسديد مع تعقبه هو وغيره كالصدر المناوي له بأن فيه أبان بن إسحاق‏.‏ قال الأزدي تركوه لكن وثقه العجلي عن الصباح بن مرة‏.‏ قال في الميزان‏:‏ والصباح واه، وقال المنذري رواه الترمذي وقال غريب فعرفه من حديث أبان بن إسحاق عن الصباح، قال - أعني المنذري - وأبان فيه مقال، والصباح مختلف فيه وتكلم فيه لرفعه هذا الحديث وقالوا‏:‏ الصواب موقوف، والترمذي قال لا يعرف إلا من هذا الوجه‏.‏

974 - ‏(‏استذكروا القرآن‏)‏ أي استحضروه في قلوبكم وعلى ألسنتكم واطلبوا من أنفسكم المذاكرة والسين للمبالغة ‏[‏ص 489‏]‏ ‏(‏فلهو أشد نقيصاً‏)‏ بفاء وصاد مهملة ومثناة تحتية خفيفة‏:‏ أي تفلتاً أو تخلصاً‏.‏

قال الزمخشري‏:‏ تقول قضى الله بالتفصي من هذا الأمر، وليتني أتفصى من فلان‏:‏ أي أتخلص منه وأباينه‏.‏ قال الزركشي‏:‏ وانتصاب تفيصاً على التمييز كقوله تعالى‏{‏وأحسن مقيلاً‏}‏ ‏(‏من صدور الرجال‏)‏ أي من قلوبهم التي في صدورهم ‏(‏من النعم‏)‏ أي الإبل ‏(‏من عقلها‏)‏ أي أشد نفاراً من الإبل إذا انفلتت من العقال، فإن من شأن الإبل طلب التفلت مهما أمكنها، فمتى لم يتعاهد صاحبها رباطها تفلتت، فكذلك حافظ القرآن إن لم يتعاهد تفلت، بل هو أشد من ذلك، وفي نص القرآن إشارة إلى ذلك حيث قال ‏{‏إنا سنلقي عليك قولاً ثقيلاً‏}‏ وقال ‏{‏ولقد يسرنا القرآن للذكر‏}‏ فمن حافظ على تلاوته بشراشره يسره له، ومن أعرض عنه تفلت منه‏.‏ وروي بعقلها، والباء فيه بمعنى من‏.‏ والعقل جمع عقال ككتاب وكتب يقال عقلت البعير أعقله عقلاً، وهو أن تنثني وظيفه على ذراعه فيشدان بحبل، وذلك الحبل هو العقال‏.‏ قال التوربشتي‏:‏ ويجوز تخفيف الحرف الوسط في الجميع مثل كتب وكتب‏.‏ قال والرواية فيه من غير تخفيف‏.‏ ونسيان القرآن كبيرة‏.‏ وفيه ندب ضرب الأمثال لإيضاح المقاصد‏.‏

- ‏(‏حم ق ن عن ابن مسعود‏)‏ وفي الباب عن ابن عمر وغيره‏.‏

975 - ‏(‏استرشدوا‏)‏ بكسر المعجمة ‏(‏العاقل‏)‏ أي الكامل العقل، قال للكمال لا للحقيقة ‏(‏ترشدوا‏)‏ بفتح أوله وضم ثالثه كما ضبطه جمع‏.‏

أي اطلبوا منه ندباً مؤكداً الإرشاد وإلى إصابة الصواب يحصل لكم الإتصاف بالرشد والسداد، ولكن يختلف الحال باختلاف الأمر المطلوب، فتشاور في أمور الدين وشؤون الآخرة الذين عقلوا الأمر والنهي عن الله وعقلوا بالعقل النفوس عن موارد الهوى وكفوها بالخوف عن موارد الردى وألزموها طرق سبل الهدى‏.‏ وفي أمور الدنيا من جرب الأمور ومارس المحبوب والمحذور، ولا تعكس، ألا ترى أنه صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة مر بقوم يلقحون نخلاً فقال لو لم تفعلوا كان لصلح، قتركوا، فخرج شيصاً، فقال أنتم أعلم بأمر دنياكم‏.‏ رواه مسلم، وروى أحمد عن طلحة قال مررت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في نخل فرأى قوماً يلقحون نخلاً فقال ما تصنعون‏؟‏ قالوا كنا نضعه، قال لعلكم لو لم تفعلوا كان خيراً، فتركوه فنقصت ثمرته، فقال إنما أنا بشر مثلكم وإن الظن يخطىء ويصيب ولكن ما قلت لكم قال الله فلن أكذب على الله فلن أكذب على الله‏.‏ اهـ‏.‏ وقد أمر الله نبيه بالاستشارة مع كونه أرجح الناس عقلاً‏.‏ فقال تعالى ‏{‏وشاورهم في الأمر‏}‏ وأثنى تعالى على فاعليها في قوله ‏{‏وأمرهم شورى بينهم‏}‏ ‏(‏ولا تعصوه‏)‏ بفتح أوله ‏(‏فتندموا‏)‏ أي لا تخالفوه فيما يرشدكم إليه فتصبحوا على ما فعلتم نادمين‏.‏ والفاء لقوة ارتباط الطلب وتأكد طلب المنع من المخالفة والتحذير منها‏.‏ وأعظم به من حث على استشارة أولي الألباب والاقتداء بهم، وفيه تنويه عظيم على شرف العقل‏.‏ قال بعض الحكماء من استعان بذوي العقول فاز بدرك المأمول‏.‏ وقال بعضهم لا تصلح الأمور إلا برأي أولي الألباب‏.‏ والرحى لا تدور إلا على الأقطاب‏.‏ قال البيهقي قيل لرجل من بني عبس‏:‏ ما أكثر صوابكم، فقال نحن ألف رجل فينا حازم ونحن نطيعه فكأننا ألف حازم‏.‏ وقال علي كرم الله وجهه‏:‏ نعم الموازرة المشاورة، وبئس الاستعداد الاستبداد‏.‏ قال الماوردي‏:‏ فيتعين على العاقل، أن يسترشد إخوان الصدق الذين هم ضياء القلوب ومزايا المحاسن والعيوب على ما ينبهونه عليه من مساويه التي صرفه حسن الظن عنها فإنهم أمكن نظراً وأسلم فكراً ويجعل ما ينبهونه عليه من مساويه عوضاً عن تصديق المدح فيه‏.‏ وقال بعض الكاملين حكمة الأمر بالاستشارة أن صاحب الواقعة لا ينفك عن هوى يحجبه عن ‏[‏ص 490‏]‏ الرشد فيسترشد عاقلاً كامل العقل حازم الرأي لا هوى عنده‏.‏ واعتبر فيمن يستشار كمال العقل ومن لازمه الدين فلا ثقة برأي من ليس كذلك‏.‏

وعلم من ذلك أنه لا يستشير امرأة، كيف وقد أخبر المصطفى صلى الله عليه وسلم بنقص عقلها وفي خبر سيأتي طاعة النساء ندامة فإن لم يجد من يستشيره شاورها وخالفها فقد روى العسكري عن عمر رضي الله عنه خالفوا النساء فإن في خلافهن البركة وفي إفهام الحديث تحذير عظيم من العمل برأي من لم تكمل رتبته في العقل وعدم التعويل على ما يقول أو يفعل‏.‏

- ‏(‏خط‏)‏ في كتاب ‏(‏رواة مالك‏)‏ ابن أنس وكذا القضاعي ‏(‏عن أبي هريرة‏)‏ وفيه سلمان بن عيسى السجزي قال في الميزان هالك وقال الجوزقاني وأبو حامد كذاب صراح وقال ابن عدي وضاع ثم سرد له احاديث هذا منها وقال أعني الذهبي عقب إيراده المتن هذا غير صحيح قال في اللسان وأورده الدارقطني من رواية محمد بن منصور البلخي عن سليمان وقال هذا منكر وسليمان متروك وقال الحاكم الغالب على أحاديثه المناكير والموضوعات وأعاده في موضع آخر وقال أورده الدارقطني في غرائب مالك وقال حديث منكر وأورده في اللسان في ترجمة عمر بن أحمد وقال من مناكيره هذا الخبر وساقه ثم قال المتهم به عمر قاله ابن النجار في ترجمته انتهى لكن يكسبه بعض قوة ما رواه الحارث ابن أبي أسامة والديلمي بسند واه استشيروا ذوي العقول ترشدوا به يصير ضعيفاً متماسكاً ولا يرتقي إلى الحسن لأن الضعيف وإن كان لكذب أو إتهام بوضع أو لنحو سوء حفظ الراوي وجهالته وقلة الشواهد والمتابعات فلا يرقيه إلى الحسن لكن يصيره بحيث يعمل به في الفضائل‏.‏

976 - ‏(‏استرقوا‏)‏ بسكون الراء من الرقية وهي العوذة كما في القاموس قال الطيبي ما يرقى به من الدعاء لطلب الشفاء ‏(‏لها‏)‏ أي اطلبوا لها من يرقيها والمراد بها من في وجهها سفعة بفتح المهملة وسكون الفاء ثم عين مهملة أي آثر سواد أو غبرة أو صفرة ‏(‏فإن بها النظرة‏)‏ بسكون الظاء المعجمة ولفظ رواية بعض مخرجيه نظرة بالتنكير أي بها إصابة عين من بعض شياطين الجن أو الإنس قالوا عيون الجن أنفذ من أسنة الرماح والشياطين تقتل بيديها وعيونها كبني آدم كما تجعل الحائض يدها في اللبن فيفسد‏.‏ وللعين نظر باستحسان مشوب بحسد من حيث الطبع يحصل للمنظور ضرر وفيه مشروعية الرقيا فلا يعارضه النهي عن الرقيا في عدة أحاديث كقوله في الحديث الآتي الذين لا يسترقون ولا يكتوون لأن الرقية المأذون فيها هي ما كانت بما يفهم معناه ويجوز شرعاً مع اعتقاد أنها لا تؤثر بذاتها بل بتقديره تعالى والمنهي عنها ما فقد فيها شرط من ذلك‏.‏

- ‏(‏ق عن أم سلمة‏)‏ واللفظ للبخاري ولفظ رواية مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لجارية في بيت أم سلمة ورأى في وجهها سفعة فقال بها نظرة فاسترقوا لها يعني بوجهها صفرة انتهت عبارة صحيح مسلم بنصه‏.‏

977 - ‏(‏استشفوا‏)‏ أي اطلبوا الشفاء من الأمراض الحسية والمعنوية ‏(‏بما‏)‏ أي بقراءة أو كتابة الذي ‏(‏حمد الله تعالى به نفسه‏)‏ أي وضعها وأثنى عليها به ‏(‏قبل أن يحمده خلفه‏)‏ أي في الأزل ‏(‏و‏)‏ استشفوا ‏(‏بما مدح الله به نفسه‏)‏ قبل أن يمدحه خلقه فحذفه من الثاني لدلالة الأول عليه ‏(‏الحمد للّه وقل هو الله أحد‏)‏ أي سورة الحمد وسورة الإخلاص بكمالهما، والمدح والحمد مترادفان على ما في الفائق لكن الجمهور على أن الحمد النعت بالجميل على الجميل الاختياري والمدح النعت بالجميل وإن لم يكن اختيارياً وعلى القول بالترادف فمغايرة التعبير للتفنن ولكراهة توالي الأمثال وعلى الثاني فإنما ذكر الحمد في الأول لتضمن السورة الثناء عليه تعالى بالرحمنية والرحيمية والربوبية وغير ذلك من الصفات المتعدية وذكر المدح في الثاني لتضمن السورة الثناء على الصفات الذاتية وهي غير مسبوقة بالاختيار وإلا لزم حدوثها كما مر، وجوز جمع من السلف كتابة القرآن في إناء وغسله وشربه‏.‏ ومقتضى مذهب الشافعي كما في المجموع الجواز والمراد أن ذلك مما يستشفى به فلا ينافي ما ورد من الاستشقاء بآيات أخر منه والمراد أن لهاتين مزية وإن كان لغيرهما في ذلك أثر بين أيضاً ‏(‏فمن ‏[‏ص 491‏]‏ لم يشفه القرآن فلا شفاه الله‏)‏ دعاء أو خبر‏.‏ قال ابن التين‏:‏ الرقية بأسماء الله من الطب الروحاني وإذا كان على لسان الأبرار حصل الشفاء بإذن الغفار ولما عز هذا النوع فزع الناس إلى الطب الجسماني‏.‏

- ‏(‏ابن قانع‏)‏ في معجم الصحابة ‏(‏عن رجاء الغنوي‏)‏ بفتخح المعجمة والنون نسبة إلى غنى بن أعصر واسمه منبه بن سعد بن قيس غيلان ينسب إليه خلق كثير وقد أشار الذهبي في تاريخ الصحابة إلى عدم صحة هذا الخبر فقال في ترجمة رجاء هذا له صحبة نزل البصرة وله حديث لا يصح في فضل القرآن انتهى بنصه‏.‏

978 - ‏(‏استعتبوا‏)‏ وفي رواية عاتبوا ‏(‏الخيل‏)‏ هي جماعة الأفراس لا واحد له من لفظه وقيل واحده خائل لأنه يختال‏:‏ أي روضوها وأدبوها للركوب والحرب فإنها ‏(‏تعتب‏)‏ بالبناء للمفعول أي تقبل العتاب أي التأديب وهذا أمر مشاهد والأمر إرشادي وتخصيصه الخيل ليس لإخراج غيرها من الحيوانات فإن منها ما يقبل التأديب والتعليم أكثر من الخيل كالقرد والنسناس‏.‏ وقد صح أن جمعاً رأوا قرداً خياطاً وآخرون رأوا قرداً يحرس الحوانيت بالأجرة والحكايات في مثل ذلك كثيرة بل لأن الخيل أكثر ملازمة للناس فنص على ما تمس الحاجة بل الضرورة إليه‏.‏

- ‏(‏عد وابن عساكر‏)‏ في تاريخه ‏(‏عن أبي أمامة‏)‏ بإسناد ضعيف‏.‏

979 - ‏(‏استعد للموت‏)‏ أي تأهب للقائه بالتوبة المتوفرة والشروط‏:‏ كرد المظالم بأن يبادر إلى ردها لأهلها وقضاء نحو صلاة وصوم واستحلال من نحو غيبة وقذف ‏(‏قبل نزول الموت‏)‏ أي قبل أن تفجأك المنية ويهجم عليك هادم اللذات المفوت لذلك وطلب ذلك للصحيح فالمريض أولى وآكد لأنه أقرب إلى الموت وحقيق بالمسافر أن يأخذ أهبة الرحيل وحوائج السفر وما يصلح لمنزل الإقامة ويبادر خوف الفجأة ومن احتدت عين بصيرته زاد في الجد وحسن الزاد ومن زرع خيراً حصد مسرة ومن زرع شراً حصد ندامة وحسرة ووضع الظاهر موضع المضمر لتصدع القلوب بتكرار إيراد ذكر اسمه عليها ومن وجوه الاستعداد تغطية السيئة بالحسنة فكما أن الماشطة تستر ما شان من العروس بالزينة للقدوم بها على زوجها فكذا المؤمن يستر ما شانه من الذنوب بالقربات بقدومه على ربه، والأمر للندب، ومحله إذا لم يتيقن أن عليه شيئاً من ذلك وأيما تردد فيه فيندب له حينئذ بذل الجهد في الاستعداد ورد ما يتوهمه باقياً عنده من المظالم وبرأته مما عساه يكون بذمته من حقوق الله وحقوق الآدميين أما مع تحقق دلك فيجب عليه ما ذكر فوراً وإجماعاً ولو تحقق أن عليه شيئاً ونسيه فالورع كما قال المحاسبي أن يعين كل ذنب ويندم عليه بخصوصه فإن لم يعلم ذلك فهو غير مخاطب بالتوبة لتعذرها لكنه يلقى الله تعالى بذلك الذنب كما لو نسي دائنه كذلك وتسامح القاضي الباقلاني فقال يقول إن كان لي ذنب لم أعلمه فأنا تائب إلى الله منه‏.‏

- ‏(‏طب ك‏)‏ في الرقائق ‏(‏عن طارق‏)‏ بمهملة وقاف ‏(‏المحاربي‏)‏ بضم الميم الكوفي صحابي له حديثان أو ثلاثة قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا طارق استعد ‏'‏لى آخره قال الحاكم صحيح وأقره الذهبي وهو مستند المؤلف في رمزه لصحته لكن قال الهيتمي فيه عند الطبراني اسحاق بن ناصح قال أحمد كان من أكذب الناس‏.‏

980 - ‏(‏استعن بيمينك‏)‏ أي بالكتابة بيدك اليمين وخصها لأن الكتابة إنما هي بها غالباً وذلك بأن نكتب ما تخشى نسيانه إعانة لحفظك والحروف علائم تدل على المعاني المرادة فإنها إن كانت محفوظة أغنت عن الكتابة وإن عرض شك أو سهو فالكتاب نعم المستودع، ومن ألطاف الله لعباده الكتابة حيث شرع لهم ما يعينهم على ما ائتمنوا عليه وأرشدهم إلى ما يزيل الريب ومنافع الكتابة لا يحيط بها إلا الله تعالى فما دونت العلوم ولا قيدت الحكم ولا ضبطت أخبار الأولين ‏[‏ص 492‏]‏ والآخرين ومقالاتهم إلا بها ولولاها ما استقام أمر الدين‏.‏

- ‏(‏ت‏)‏ في العلم من حديث الخليل بن مرة عن يحيى عن أبي صالح ‏(‏عن أبي هريرة‏)‏ قال شكى رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم سوء الحفظ فذكره قال أعني الترمذي إسناده ليس بالقائم، ثم نقل عن البخاري أن الخليل منكر الحديث مع أنه اختلف عليه فيه انتهى ورواه عنه ابن عدي وفيه إسماعيل بن سيف وهو ضعيف كما بينه الهيتمي وعد في الميزان هذا الخبرمن المناكير لكن له شواهد منها‏:‏ قيدوا العلم بالكتابة وفيه الأمر بتعليم الكتابة لأن ما توقف عليه المطلوب مطلوب بل قيل بوجوبه كفاية لم يبعد بناء على ما ذهب إليه جمع من أن الكتابة للعلم واجبة وقال إنها للنساء مكروهة ومن ثم قيل‏:‏ ما للنساء والكتابة والعمالة والخطابة، هذا لنا ولهن منا أن يبيتن على جنابة، وظاهر صنيع المؤلف أن هذا الحديث بتمامه والأمر بخلافه بل سقطت منه لفظة وهي قوله على حفظك‏.‏

‏(‏استعينوا على إنجاح حواءجكم‏)‏ من جلب نفع ودفع ضر ‏(‏بالكتمان‏)‏ عن الخلق اكتفاء بعلم وصيانة للقلب عما سواه ‏(‏فإن كل ذي نعمة محسود‏)‏ فتكتم النعمة عن الحاسد إشفاقاً عليه وعليك منه ‏(‏الحكيم‏)‏ الترمذي في النوادر‏(‏عن ابن عباس‏)‏

981 - ‏(‏استعيذوا‏)‏ أي تعوذوا أي اطلبوا الإعاذة ‏(‏بالله من طمع‏)‏ أي حرص شديد يهدي أي يدني ويقرب أو يجر ‏(‏إلى طبع‏)‏ بفتح الطاء والموحدة أي يؤدي إلى دنس وشين ‏(‏ومن طمع يهدي إلى غير مطمع‏)‏ أي إلى تأميل ما يبعد حصوله والتعلق به قال في المصباح ومن كلامهم فلان طمع في غير مطمع إذا أمل ما يبعد حصوله ‏(‏ومن طمع حيث لا مطمع‏)‏ أي ومن طمع في شيء حيث لا مطمع فيه بالكلية لتعذره حساً أو شرعاً فاستعمل الهدى فيه على الاستعارة تهكماً ذكره الطيبي وهذه الثالثة أحط مراتب الدناءة في مطمع وأقبحها فإن حيث من صيغ العموم في الأحوال والأمكنة والأزمنة وقال يحيى بن كثير‏:‏ لا يعجبك حلم امرىء حتى يغضب ولا أمانته حتى يطمع قال القاضي‏:‏ والهداية الإرشاد إلى الشيء والدلالة عليه ثم اتسع فيه فاستعمل بمعنى الأذن فيه والإيصال إليه والطبع محركاً العيب وأصله الدنس ولو معنوياً كالعيب والعار وأصله من صيغ العموم في الأمكنة لكنه استعمل هنا فيها وفي كل حال وزمان، وأصله الذي يعرض للسيف والمعنى تعوذوا بالله من طمع يسوقكم إلى شين في الدين وازدراء بالمروءة واحذروا التهافت على جمع الحطام وتجنبوا الحرص والتكالب على الدنيا‏.‏

- ‏(‏حم طب عن معاذ بن جبل‏)‏ ضد السهل قال الحاكم مستقيم الإسناد وأقره الذهبي لكن قال الهيتمي‏:‏ إن في رواية أحمد والطبراني عبد الله بن عامر الأسلمي وهو ضعيف‏.‏

982 - ‏(‏اسعيذوا بالله من شر جار المقام‏)‏ بالضم أي الإقامة فإنه ضرر دائم وأذى ملازم ووجهه بقوله ‏(‏فإن جار المسافر إذا شاء أن يزايل زايل‏)‏ بالزاي فيهما أي أن يفارق جاره ويتحول من جواره فارقه فيستريح منه‏.‏ وشمل جار المقام الحليلة والخادم والصديق الملازم وفيه إيماء إلى أنه ينبغي تجنب جار السوء والتباعد عنه بالانتقال عنه إن وجد لذلك سبيلاً بمفارقة الزوجة وبيع الخادم وأن المسافر إذا وجد من أحد من رفقته ما يذم شرعاً فارقه‏.‏

- ‏(‏ك‏)‏ في الدعاء ‏(‏عن أبي هريرة‏)‏ وقال صحيح وأقره الذهبي‏.‏

983 - ‏(‏استعيذوا بالله من العين‏)‏ أي التجئوا إليه من شر العين التي هي آفة تصيب الإنسان والحيوان من نظر العائن إليه فيؤثر فيه فيمرض أو يهلك بسببه ‏(‏فإن العين حق‏)‏ أي بقضاء الله وقدره لا بفعل العائن بل يحدث الله في المنظور ‏[‏ص 493‏]‏ علة يكون النظر بسببها فيؤاخذه الله بجنايته عليه بالنظر منها وينبغي التعوذ بما كان المصطفى صلى الله عليه وسلم يعوذ به الحسن والحسين وهو ‏"‏أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شبطان وهامة ومن كل عين لامة‏"‏ رواه البخاري‏.‏

- ‏(‏ه ك عن عائشة‏)‏ قال الحاكم على شرطهما وأقره الذهبي‏.‏

984 - ‏(‏استعيذوا بالله من الفقر والعيلة‏)‏ من أعال كثرت عياله والواو بمعنى مع أي الفقر مع كثرة العيال فإن ذلك هو البلاء الأعظم والموت الأحمر ولما كان الفقر قد يلجىء إلى أخذ مال الغير عدواناً ويجر إلى التظالم عقبه بقوله ‏(‏ومن أن تظلموا‏)‏ أنتم أحداً من الناس ‏(‏أو تظلموا‏)‏ أي أو يظلمكم أحد بمنع الحق الواجب فالأول مبني للفاعل والثاني للمفعول وذلك لأن الظالم هالك في الدارين والمظلوم قد يسخط ولا يصبر لقضاء الله فيهلك وقد كان من دعاء المصطفى صلى الله عليه وسلم إذا خرج من بيته قال اللهم إني أعوذ بك أن أظلم أو أظلم‏.‏

- ‏(‏طب عن عبادة بن الصامت‏)‏ رمز المصنف لحسنه لكن فيه انقطاع فقد قال الهيتمي فيه يحيى بن إسحاق بن عبادة ولم يسمع من عبادة وبقية رجاله رجال الصحيح‏.‏

985 - ‏(‏استعينوا على إنجاح الحوائج‏)‏ لفظ رواية الطبراني استعينوا على قضاء حوائجكم ‏(‏بالكتمان‏)‏ بالكسر أي كونوا لها كاتمين عن الناس واستعينوا بالله على الظفر بها ثم علل طلب الكتمان لها بقوله ‏(‏فإن كل ذي نعمة محسود‏)‏ يعني إن أظهرتم حوائجكم للناس حسدوكم فعارضوكم في مرامكم وموضع الخبر الوارد في التحدث بالنعمة ما بعد وقوعها وأمن الحسد وأخذ منه أن على العقلاء إذا أرادوا التشاور في أمر إخفاء التحاور فيه ويجتهدوا في طي سرهم قال بعض الحكماء من كتم سره كان الخيار إليه ومن أفشاه كان الخيارعليه وكم من إظهار سر أراق دم صاحبه ومنع من بلوغ مأربه ولو كتمه كان من سطوته آمناً ومن عواقبه سالماً وبنجاح حوئجه فائزاً وقال بعضهم سرك من دمك فإذا تكلمت فقد أرقته وقال أنو شروان من حصن سره فله بتحصينه خصلتان الظفر بحاجته والسلامة من السطوات‏.‏ وفي منثور الحكم انفرد بسرك ولا تودعه حازماً فيزول ولا جاهلاً فيحول لكن من الأسرار ما لا يستغني فيه عن مطالعة صديق ومشورة ناصح فيتحرى له من يأتمنه عليه ويستودعه إياه فليس كل من كان على الأموال أميناً كان على الأسرار أميناً‏.‏ والعفة عن الأموال أيسر من العفة عن إذاعة الأسرار قال الراغب‏:‏ وإذاعة السر من قلة الصبر وضيق الصدور ويوصف به ضعف الرجال والنساء والصبيان والسبب في صعوبة كتمان السر أن للإنسان قوتين آخذة ومعطية وكلتاهما تتشوف إلى الفعل المختص بها ولولا أن الله وكل المعطية بإظهار ما عندها لما أتاك بالأخبار من لم تزوده فصارت هذه القوة تتشوف إلى فعلها الخاص بها فعلى الإنسان أن يمسكها ولا يطلقها إلا حيث يجب إطلاقها‏.‏

- ‏(‏عق عد طب‏)‏ بل في معاجيمه الثلاثة ‏(‏حل هب‏)‏ عن محمد بن خزيمة عن سعيد بن سلام العطار عن ثور بن يزيدعن ابن معدان ‏(‏عن معاذ‏)‏ ابن جبل أورده ابن الجوزي في الموضوع وقال سعيد كذاب قال البخاري يذكر بوضع الحديث ‏(‏عد طب حل هب‏)‏ كلهم من طريق العقيلي ‏(‏عن معاذ‏)‏ أيضاً قال أبو نعيم غريب من حديث خالد تفرد به عنه ثور حدث به عمر بن يحيى البصري عن شعبة عن ثور انتهى وأورده ابن الجوزي من هذه الطرق ثم حكم بوضعه ولم يتعقبه المؤلف سوى أن العراقي اقتصر على تضعيفه ورواه العسكري عن معاذ أيضاً وزاد ولو أن امرءاً كان أقوم من قدح لكان له من الناس غامزاً وفيه سعيد المزبور وقال ابن أبي شيبة بصري ضعيف وقال أحمد بن طاهر كذاب قال في الميزان ومن منكراته هذا الخبر وقال ابن حبان سعيد يضع الحديث وقال العقيلي لا يعرف إلا بسميد ولا يتابع عليه وقال الهيتمي في كلامه على أحاديث الطبراني فيه سعيد العطار كذبه أحمد وبقية رجاله ثقات إلا أن خالد بن معدان لم يسمع من معاذ فهو منقطع ‏(‏الخرائطي ‏[‏ص 494‏]‏ في‏)‏ كتاب ‏(‏اعتلال القلوب‏)‏ عن علي بن حرب عن حابس بن محمود عن أبي جريج عن عطاء ‏(‏عن عمر‏)‏ بن الخطاب وضعفوه ‏(‏خط‏)‏ عن ابراهيم بن مخلد عن اسماعيل بن علي الخطي عن الحسين بن عبد الله الأبزاري عن إبراهيم بن سعيد الجوهري عن المأمون عن الرشيد عن المهدي عن أبيه عن جده عن عطاء ‏(‏عن ابن عباس‏)‏ قال ابن الجوزي‏:‏ هذا من عمل الأبزاري وسئل أحمد وابن معين عنه فقال هو موضوع وقال ابن أبي حاتم منكر لا يعرف‏.‏ قال الحافظ العراقي‏:‏ ورواه أيضاً ابن أبي الدنيا عن معاذ بسند ضعيف جداً بلفظ استعينوا على قضاء الحوائج بالكتمان وأورده ابن الجوزي في الموضوعات من حديث معاذ أيضاً وقال فيه سعيد بن سلام العطار متروك وتابعه حسين بن علوان وضاع ومن حديث ابن عباس وقال فيه الحسين الأبزاري يضع ‏(‏الخلعي في فوائده‏)‏ عن أحمد بن محمد بن الحجاج عن محمد بن أحمد القرستاني العطار عن أحمد بن عبد الله عن غندر عن شعبة عن مروان الأصفر عن النزال بن سيرة ‏(‏عن علي‏)‏ أمير المؤمنين قال السخاوي‏:‏ ويستأنس له بخبر الطبراني عن الحبر إن لأهل النعمة حساداً فاحذروهم انتهى‏.‏ ولما ساق الحافظ العراقي الخبر المشروح جزم بضعفه واقتصر عليه‏.‏

986 - ‏(‏استعينوا‏)‏ ندباً ‏(‏بطعام السحر‏)‏ بالتحريك أي المأكول وق السحر وهو السحور ‏(‏على صيام النهار‏)‏ فإنه يعين عليه كما هو محسوس ‏(‏وبالقيلولة‏)‏ النوم وسط النهار عند الزوال وما قاربه من قبل أو بعد ‏(‏على قيام الليل‏)‏ يعني الصلاة فيه وهو التهجد وما في معناه من ذكر وقراءة فإن النفس إذا أخذت حظها من نوم النهار استقبلت السهر بنشاط وقوة انبساط فأفاد ندب التسحر والنوم وسط النهار وبقصد التقوى على الطاعة‏.‏

- ‏(‏ه ك‏)‏ وكذا البزاز ‏(‏طب هب‏)‏ كلهم من حديث زمعة بن صالح عن سلمة بن وهرام عن عكرمة ‏(‏عن ابن عباس‏)‏ قال الحاكم زمعة وسلمة ليسا بمتروكين وأقره الذهبي في التلخيص لكنه أورد زمعة في الضعفاء والمتروكين وقال ضعفه أحمد وأبو حاتم والدارقطني ونقل في الكاشف عن أبي داود أنه ضعف سلمة هذا وقال ابن حجر في مسنده زمعة بن صالح وفيه ضعف وقال السخاوي زمعة كان مع صدقه ضعيفاً لخطئه ووهمه ولذا لم يخرج له مسلم إلا مقروناً بغيره وسلمة ضعيف مطلقاً أو في خصوص ما يرويه عن زمعة انتهى‏.‏